أقوي الأسلحة
لا أريد من أحد أن يتصور ولو من الوهلة الأولي لقرأته لهذا الموضوع أنه سيتحدث عن الأسلحة بمعني الكلمة،ولكننا سنتناول ها هنا أقوي أنواع الأسلحة تاريخيا حتي الآن فلن أتكلم عن القنبلة النووية الإندماجية-بالمعني الدارج الهيدروجينية- أو عن أحد الأسلحة الحيوية-بالمعني الدارج أيضا الأسلحة البيولوجية-بل سنتحدث عن صانع هذة الأسلحة بالمعني الأدق،إنه المعرفة أيها السيدات والسادة نعم المعرفة التي يسعي إليها كل البشر بل ويتحاربون عليها بشتي أنواع الأسلحة لكي يحصلوا عليها فهي أقوي سلاح علي مر العصور،فكلما زادت معرفتك بالأشياء كلما كنت أسرع في فهم وإدراك ماهية الشيء وكيفية إستخدامه وتطويره،ولكن من منا يحتكم علي المعرفة أو يسعي إليها،نسبة ضئيلة أوتكاد تكون معدومة في العالم أجمع وخاصة في دولنا الإسلامية والعربية،فقلما تجد كتاب يتحدث عن المعرفة او يمدك بالقدر الذي تحتاجه من المعلومات التي تعطيك القدر الكافي لتتمكن من الحديث أمام هذا أو ذاك او حتي مناقشة العلماء،المعرفة هي ما نفتقر إليه اليوم في مجتمعنا المعاصر فالغالبية العظمي إما أنها تبحث عن مطرب ما،او لعبة ما،او أنها تبحث عن الخروج في مكان ما،ولكن ليس هناك من يجعل المعرفة هدفا بحد ذاته له،بل إن البعض منا قتل المعرفة في نفسه وهناك من تمادي في هذا السلوك وصار يتهم من يبحث عن المعرفة بضرواة عالية بأنه مخبول أو مأفون يبحث عن شيء لن يفيده أبداً طالما أنه ليس طعام أو شراب أو مال،فأول ما يقال لمن يبحث عن المعرفة بغض النظر عن المجال الذي يبحث فيه وعفوا لعرض ذلك "أنت غبي لو فكرت بإن الكلام والمعلومات دي هتفيدك دي مجرد كلمتين بترطمهم وخلاص،وعمرهم ما هينفعوك أو يأكلوك عيش في الدنيا دي"
ولكن هناك جانب من هذة المقولة صحيح فلماذا لا نوظف معرفتنا في مجال التخصص بشكل أوسع لا أقول أن نلقي بباقي الأشياء خلف ظهورنا ولكن ندقق في معرفتنا أكثر فهذا سيكونله أكبر الأثر بأن تتحول المقولةالسابقة بشكل إيجابي في دفع الواحد منا نحو المعرفة،فلن يكون الفضول وحده هو الدافع ،او حتي الإثارة بل سيكون هناك دافع شهوة الربح والمال ،والحصول علي مركز إجتماعي مرموق،فلماذا لا نبحث عن المعرفة يا سادة كل معلومة تضيفها لنفسك يمكن أن تكون في يوما ما مفيدة لك أو تدعمك في مجال حياتكبشكل أو بأخر ،لماذا لا نجعل المعرفةرؤية لنا أو مصباح يضيء لنا الطريق،لماذا لا نقلد الغرب في هذا الشيء ولو لمرة واحدة،لماذا لا تتغير نظرتنا للعلماء ونعطيهم اكبر قدر من التبجيل والإحترام فمدمنا ننسي أن العلماء ورثة الأنبياء فلن نصل أبداً إلي شيئاً ما،نحتاج إلي أن نغير نظرتنا للأشياء،أن نراها من واقعها هي أن نبحث،أن نجدد،أن نقتل القديم بحثا فنصنع التجديد.
وللحديث بقية
والله ولي التوفيق
عابر سبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق