شكرا لزيارتك..أتمنى أن تمدنى برأيك عن المدونة سلبيات إيجابيات،الموضوعات المفضلة لديك لنشرها..تساؤلاتك..علي البريد التالى:M.A.Zeineddin@gmail.com

الجمعة، ديسمبر 30، 2016

الاخلاق والاصل والعالم الاخر عند الاجداد

الاخلاق والاصل والعالم الآخر عند الاجداد

بقلم.محمد أحمد زين الدين

منذ نعومة اظافرى وانا احاول ان اتفهم الاصل فى الاخلاق ومن اين جاءت وإلى اين تاخذنا؟!
سألت هنا وهناك ولم أجد اية اجابة ذات معنى او بمعن اخر مشبعة لفضولى
حتى ايقنت بان الاخلاق هى إطار محدد غير مكتوب من التصرفات والسلوكيات التى ما اجتمع مجموعة من البشر سويا فى مكان واحد الا وكانت هى جزء كبير من الاطار الحاكم والمحدد لعلاقة كل منهم بالاخر بل وحتى الدولة.
الاخلاق هى الوجه الاخر للقانون فهى قانون غير مكتوب بين الافراد تظهر جليا فى شكل العرف والاصل وما إلى ذلك من عادات وتقاليد ولكنها بشكل اساسى هى المعيار الاساسى لمحاسبة كل شخص من المجتمع لذاته قبل ان يحاسبه الاطراف المحيطيون به.






من المثير للدهشة ان اروع ما يمكن ان نتحدث عنه على الاطلاق بعيدا عن المعابد والمقابر والاهرامات التى تركها المصريون القدماء -فهى بمثابة ركام او بقايا حضارة سابقة للبعض منا- وهى ليست الا جزء يسير من الواقع الفعلى الذى إبتكره ومجده القدماء فليس مجد المصريون فى ما بنوه وتركوه من مصوغات وحلى وما إلى ذلك من أشياء بل فيما تركوه من قيم اخلاقية عالية جدا تكاد تكون - ان لم تكن بالفعل - هى الاولى فلم يكن المصرى الذى نعرفه بثيابه المنسوجة من خيوط نبات الكتان وبساطته الا واجهة بسيطة لدراسات عميقة جدا فى الكون وماهية الكون وخالق الكون وقوانين الطبيعة وكيف يمكن تطويعها فى إطار يخدم المصريين ويعزز من قوة دولتهم وينمى من وطنهم وثرواته.

لسنون عدة كنت تائها فى هذا النهر الكبير بين المصريين وغيرهم لاتيقن بمدى قدرة اسلافى على الابتكار وتسخيرهم لقوى الطبيعة لخدمة اغراضهم المتعددة.

لم تكن المعابد والمقابر سوى نسخة متطورة للغاية توضح فى خلفيتها مدى تطور الافكار المذهبية المصرية لتضاهى الديانات الابراهيمية الثلاث الان فكانت الحياة على وجه البسيطة بالنسبة للمصريين مجرد رحلة او زيارة او مجرد اختبار دنيوى للوصول للحياة فى العالم الآخر المليئة بالمتعة والبذخ والمكافات المتعددة وفقا لاجتهاد صاحبها فى الحياة الدنيوية.

لم يكن وجود الالهة (ماعت) ربة العدل صاحبة ريشة العدالة مجرد صدفة لدى المصريين بل كان تأصيلا لفكرة الاخلاق والحق والعدل بين العباد.

حينما تسير بين بقايا المصريين القدماء خلال المتاحف المتعددة والمعابد والمقابر تجد هناك تأصيل أساسى لفكرة العالم الآخر حتى فى حياتهم اليومية لم يكن التفكير الاساسى لديهم فى البناء سوى تمجيد الافكار المذهبية لديهم فكانت الابنية الدنيوية كلها بما فيها القصور المنيفة للحكام مادة بنائها الاساسية من الطوب اللبن بينما الوجه الاخر للعملة وهو المعابد والمقابر بل وحتى مذابح النذور مصنوعة من اصلب انواع الاحجار إن لم يكن افخمهم ليكن كل ذلك دليلا ماديا على إيمانهم بتلك الافكار والمعتقدات.

ستجد جليا انهم قسموا العالم لشطرين متجانسين شطر يدعى بارض الحقيقة ويقع دائما فى غرب النيل حيث تجد الاهرامات والمقابر والجبانات الضخمة وشطر يدعى بارض الاحياء حيث توجد المعابد الكبيرة التى روعى فيها ان يكون اقدس اجزائها لا 
يدخله سوى الحاكم والكاهن الاكبر للمعبد فقط.


عندما يموت شخصا ما تبدأ قيامته عند المصريين القدماء فكانت الالهة ربة العدالة ماعت بريشتها تأتى لسؤال هذا الشخص 42 سؤالا مختلفة ويجب عليه يجيب على كل تلك الاسئلة بالاجابة الشافية الوافية وهى "لا"

فكانت الاجابات كالتالى:-







  • ارتأيت ان  اكتب الاجابات بالانجليزية لشعورى بانها ستكون أفضل على هذا النحو

    1. I have not committed robbery with violence.
    2. I have not stolen.
    3. I have not slain men or women.
    4. I have not stolen food.
    5. I have not swindled offerings.
    6. I have not stolen from God/Goddess.
    7. I have not told lies.
    8. I have not carried away food.
    9. I have not cursed.
    10. I have not closed my ears to truth.
    11. I have not committed adultery.
    12. I have not made anyone cry.
    13. I have not felt sorrow without reason.
    14. I have not assaulted anyone.
    15. I am not deceitful.
    16. I have not stolen anyone’s land.
    17. I have not been an eavesdropper.
    18. I have not falsely accused anyone.
    19. I have not been angry without reason.
    20. I have not seduced anyone’s wife.
    21. I have not polluted myself.
    22. I have not terrorized anyone.
    23. I have not disobeyed the Law.
    24. I have not been exclusively angry.
    25. I have not cursed God/Goddess.
    26. I have not behaved with violence.
    27. I have not caused disruption of peace.
    28. I have not acted hastily or without thought.
    29. I have not overstepped my boundaries of concern.
    30. I have not exaggerated my words when speaking.
    31. I have not worked evil.
    32. I have not used evil thoughts, words or deeds.
    33. I have not polluted the water.
    34. I have not spoken angrily or arrogantly.
    35. I have not cursed anyone in thought, word or deeds.
    36. I have not placed myself on a pedestal.
    37. I have not stolen what belongs to God/Goddess.
    38. I have not stolen from or disrespected the deceased.
    39. I have not taken food from a child.
    40. I have not acted with insolence.
    41. I have not destroyed property belonging to God/Goddess
    42. I have not committed sin. 

    ثم ماذا يحدث تبدأ ماعت بوزن قلب الميت بريشتها فإن كان القلب اثقل من الريشة فليس لصاحب هذا القلب حياة اخرة فى العالم الاخر بل يظل قابعا تائها بين العوالم.



    يتبع...

    الجمعة، ديسمبر 16، 2016

    الحقائق الخفية فى بداية القاهرة المعزية

    الحقائق الخفية فى بداية القاهرة المعزية
    بقلم.محمد أحمد زين الدين

    فى اواسط القرن الرابع الهجرى\ العاشر الميلادى كانت الخلافة الفاطمية قد وصلت لعنفوان قوتها وشبابها فى عاصمتها (المهدية) بتونس وقد أن الاوان أخيرا لكى يظهر الفاطميين انيابهم وقوتهم الحقيقية فى مواجهة عدوهم اللدود فى بغداد والمتمثل فى الخلافة العباسية، كان الصراع بالفعل على أشده بين القيادتين الفاطمية من اقصى المغرب الاسلامى والعباسية من قلب العالم الاسلامى على من يثبت للعالم اجمع انه هو الاحق بخلافة المسلمين وقيادة العالم الاسلامى دون الاخر فجاءت الفكرة لدى الفاطميين بالحاجة الماسة لإنشأ مدينة تقع بالقرب من بغداد وقد كانت القاهرة المعروفة لنا حاليا ذات ما يقارب عن الالف ومائة عام من العمر هى بذرة قد غرسها الفاطميين لتصبح مع الوقت اكبر مدن أفريقيا واقدمها على الإطلاق.

    كان لتأسيس مدينة القاهرة قصة مثيرة لانه فور وصول (جوهر الصقلبى) قائد الخليفة الفاطمى (المعزلدين الله) لمصر 353هـ\969م ، شرع على الفور فى تنفيذ وصية سيده والتى كانت ببساطة حسب ما وصاه فى وداعه له امام مشايخ (كتامة) بالمهدية بان قال "والله لو خرج جوهر هذا لوحده  لينزلن فى خرابة (بن طولون) ويبنى مدينة تسمى (القاهرة) تقهر الدنيا"

    وفور وصول (جوهر الصقلي) قائد الخليفة الفاطمي (المعز لدين الله) على مصر سنة 358هـ/969م، أخذ على الفور في تنفيذ تعليمات سيده في بناء مدينة في مصر تكون بالنسبة (للفسطاط) مثل (المنصورية) بالنسبة( للقيروان) في إفريقية.
    ففي الليلة التي عبر فيها (جوهر) بقواته من (الجيزة) إلى (الفسطاط) وعسكر بقواته في السهل الرملي الواقع إلى الشمال من (القطائع)، وكان يحد هذا السهل جبل المقطم من الشرق والخليج من الغرب. وكان هذا السهل خالياً من العمارة إلا من بضعة منشآت هي: البستان الكافوري ودير للنصارى يعرف بدير العظام (يشغل مكانه الآن الجامع الأقمر) وقصر صغير سمي قصر الشوك كان لبني عُذرة. وأطلقت كتب الخطط على هذا الموقع اسم "المناخ".

    وفي نفس الليلة بدأ في وضع أساس قصر كبير وسور يحيط بالقصر ويحدد موضع المدينة الجديدة. ولما كانت أعمال الحفر الأولية ووضع الأساسات قد تمت في أثناء الليل وبعجلة كبيرة، حتى إن أعيان الفسطاط عندما أتوا في صباح اليوم التالي لتهنئة جوهر وجدوا أن أُسس البناء الجديد قد حفرت.وقد بنى جوهر سور المدينة الأول من الطوب اللبن على شكل مربع طول كل ضلع من أضلاعه ألف وثمانين متراً، فكانت مساحة القاهرة في أول تأسيسها 1.166.400 متر مربع، جعل منها 240.141 متراً مربعاً للقصر و 120.050 متراً مربعاً هي مساحة البستان الكافوري ومثلها للميادين وأقيم على الباقي وقدره 686.000 متراً مربعاً حارات المدينة، وجعل قسم منه فراغ تحسباً للزيادة مع الأيام.

    وكان قسم كبير من هذا السور في ناحيته الشرقية ما يزال قائماً في زمن المقريزي ويقع خلف سور صلاح الدين بنحو خمسين ذراعاً (28.90 متر) فيما بين باب البرقية ودرب بطوط هُدم في سنة 803هـ. وقد أبدى المقريزي دهشته من حجم الطوب المستخدم في البناء، وذكر أن طول الطوبة الواحدة ذراعاً وعرضها ثلثي ذراع، وأن سمك هذا السور كان كافياً لأن يمر فوقه فارسان جنباً إلى جنب. ولا جدال في أن هذه البقايا كانت قليلة للغاية بما أن الرحالة الفارسي ناصر خسرو أشار أثناء زيارته للقاهرة عام 440هـ/1048م الا أنه "ليس للمدينة سور محصن".

    وكانت تفتح في هذا السور تسعة أبواب بابان في السور الشمالي هما: باب النصر وباب الفتوح، وبابان في السور الشرقي وهما: باب البرقية وباب القراطين، وثلاثة أبواب في السور الجنوبي هم: بابا زويلة وباب الفرج، وبابان في السور الغرب يهما: باب القنطرة وباب سعادة. وقد زالت كل هذه الأبواب ولا يوجد منها الآن أي أثر وإن ذكر المقريزي أنه شاهد بقايا أقواس بعض هذه الأبواب.

    وفي أول الأمر ظن جوهر أنه يتقرب إلى سيده المعز لو أطلق على المدينة الجديدة اسم "المنصورية" (بمعنى المنتصر أو الظافر) تشبهاً بعاصمة الفاطميين التي أسسها المنصور والد المعز في تونس. ولكن الخليفة المعز قام بتغيير اسمها إلى "القاهرة" حين وصل إلى مصر بعد ذلك بأربع سنوات خاصة وأنه كان قد أعطى أمراً لجوهر عند وداعه له في تونس بتشييد مدينة تسمى القاهرة تقهر الدنيا.

    كان لوصول المعزلدين الله الفاطمى للقاهرة بداية جديدة للخلافة الفاطمية بل ويمكن القول انها كانت قبلة الحياة التى انعشت وجددت شباب الخلافة الفاطمية فقد قال العبيد ابوالسلط أمية عقب دخول المعزلدين الله الفاطمى للقاهرة" لله قاهرة المعز فهى بلد تخصص بالمسرة والهنا" وكان دخوله فى 17 شعبان 358 هـ الموافق 6 يوليو 969م وهو العيد القومى لمحافظة القاهرة.

    بعد أن وسّع بدر الجمالي أسوار المدينة الجنوبية والشمالية ونقلها إلى حيث يدل على موقعها الأبواب الباقية منها إلى الآن. ومن مميزات الشكل المربع أو المستطيل أنه يوفر للمخطط أضلاعاً مستقيمة وزوايا قائمة مما ييسر عمليات البناء وقياس مساحة الأرض ويوجد في الوقت نفسه تقاطعاً متعامداً يحدد وسط المدينة ويوفر مواقع مقسمة ذات أبعاد متساوية. وكان يخترق القاهرة شارع رئيسي يمتد من باب زويلة جنوباً وحتى باب الفتوح شمالاً في موازاة الخليج أطلق عليه " الشارع الأعظم" أو "قصبة القاهرة" فهذا هو حكاية الحكاوى فقد قال عنه بن خالدون عند زيارته لمصر" من لم ير القاهرة وشارعها الاعظم لم ير عز الاسلام" فهذا شارع له تقاليد مرعية ورسوم متبعة الا وهى" الا يمر به حمل تبن او حطب الا يسوق به فارس فرسا وكل صاحب حانوت\دكان\محل يضع قنديل يضاء من غروب الشمس لشروقها وكذلك زير ملىء بالماء خشية نشوب حريق".
     وقال ايضا فى فضل القاهرة فى العلم والتعليم"إنما العلم والتعليم إنما هو بالقاهرة من مدن مصر بما أن عمرانها مستبحر وحضارتها مستحكمة فاستحكمت فيها الصنائع وتفننت ومن جملتها تعلم العلم وسوق العلم فيها نافقة"
    قسمت المدينة إلى قسمين متساويين، ولكنها لم تشهد طوال العصور الوسطى وجود شوارع متعامدة على الشارع الأعظم. كما كان يوجد شارع مواز له يدل عليه الآن شارع الجمالية كان يقود من باب العيد إلى باب النصر. وقد لعب هذا الشارع دوراً هاماً في نشاط الخليفة إذ كانت مواكبه تسلكه للذهاب مثلاً إلى المصلى القائم خارج السور الشمالي.

    وقد طلب جوهر إلى القبائل والجماعات التي صحبته في فتح مصر أن تختط كل واحدة لنفسها خطة تنزل بها عرفت باسم "الحارة" (ج. حارات) ولم يقصد بالحارة في هذا الوقت الطريق الذي يمر فيه الناس بين المساكن كما هو الحال اليوم، وإنما جزءاً من مجموع مباني المدينة يمثل حياً كاملاً تتخلله الطرق وتوجد به الحمامات والأسواق والمساجد. وكان عدد الحارات الأولى للقاهرة نحو عشرة حارات أخذت في التزايد مع امتداد المدينة وورود طوائف جديدة إليها، وكان لكل حارة من حارت القاهرة باب يغلق عليها بعد صلاة العشاء ويفتح قبل صلاة الفجر بمعرفة "متولي الطوف ليلاً" أو "أصحاب العسس" .

    ومن عجائب مدينة القاهرة أيضا موقع الجامع الازهر فمن المتعارف عليه فى تصميم وإنشأ المدن الإسلامية ان الجامع دائما ما يكون فى قلب المدينة بحيث يسهل الوصول إليه من كافة الاتجاهات الا ان هذا الجامع برغم انه الجامع الرئيسى للمدينة لم يكن قط فى مركز المدينة فهو اقرب ما يكون لجنوب شرق المدينة منه للقلب وكان المغزى لوجود الجامع بهذا الموقع الفريد بان يكون بالقرب من المدن والحواضر الاسلامية السابقة على القاهرة الا وهى الفسطاط والعسكر والقطائع وبالاخص الفسطاط ليكون إجتذاب الناس للمدينة الجديدة ودخولهم إيها فقط لحضور الدروس وصلاة الجمعة حتى تم استباحتها وفتحها لعامة المصريين فى عهد الظاهر بيبرس فما كانت القاهرة قبل ذلك الا ما يشبه القصور الملكية فى وقتنا وكان المتحكم بدخول وخروج الناس هو المتولى فمن هو المتولى؟!

    المتولى فى حد ذاته لم يكن شخصا بعينه بل هو كيان وجهاز إدارى وتنفيذى كبير كجزء من اجزاء الجهاز الحكومى فى عهد الفاطميين ومن تلاهم فى الحكم فكان هذا الجهاز هو المسئول عن تنظيم الدخول والخروج من المدينة (الفيزا) بل والادهى أيضا المسئول عن حركة البيع والشراء ومراقبة السلع والموازين فى المدينة لمكافحة الغش التجارى،وكان من طريقة عمل هذا الجهاز ان له مراقبين للاسواق ينتقلون من مكان للاخر بطريقة لا تجعل البائع يدرى بمن هو المراقب عليه،ومن مسئوليات المتولى ايضا مراعاة الآداب العامة فكان له طاقم من البصصين يراقبون الشوارع،اما عن التنفيذ فكان عند باب زويلة كان يتم تنفيذ كافة العقوبات والحدود عند باب 
    زويلة..
    من أشهر من نفذ عليهم الحدود عند باب زويلة كان رسل المغول عندما دقت (قطعت) اعناقهم وعلقت روؤسهم على باب زويلة،والاشهر من بعدهما كان السلطان طومان باى اخر سلاطين 
    المماليك.


    يتبع...


    الجمعة، نوفمبر 25، 2016

    القاهرة بنت المعز

    القاهرة بنت المعز
    بقلم. محمد أحمد زين الدين
    خرجت من منزلى للمرة الاولى منذ ما يقارب الاسبوع بعدما إنقطعت عن الشارع وما فيه وعشت وذبلت مع مشكلاتى المتعددة التى تتفاقم منذ عودتى هنا وتعجبت لتلك المدينة التى لا تنام أبدا او بمعنى اخر اهلها نيام فى وضح النهار سهارة فى غياهب الليل البهيم..


    أكتشفت ان المولد النبوى للمسلمين قد قارب ميعاده وذلك بسبب الانصبة المتعددة على رأس عدد من الشوارع لبيع حلوى المولد فتذكرت (الفاطميين) وما اتوا به من عادات وتقاليد ما تزال محفورة فى الوجدان الشعبى لبنى جلدتى من (المصريين) وهى بالطبع من المميزات التى تميز (مصر) عن غيرها من سائر الامصار والبلدان فوجدت نفسى فى عقل بالى العن (الفاطميين) أشد اللعن لما ازادوه من أعباء اقتصادية على (المصريين) بسبب اتباع المصريون لعادات مكلفة ولن اكون مبالغا ان قلت عادات باهظة الثمن خاصة على امثالى من معدومى الدخل والمطالبين فى كثير من الاحيان ان يوفوا هذة التقاليد المتبعة والعادات المرسومة منذ ما يزيد عن الالف عام فتذكرت قول السياسى البارز من الحقبة المباركية - والذى ما يزال يحاول عبثا ان يظل على قائمة الاعلاميين - الدكتور (مصطفى الفقى) رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب سابقا حين قال:" المصريون سنىى المذهب شعىى الهوى" يا لها من جملة ترصد واقع أليم من إصراف وتبذير لا داعى له.

    ولكن مع كل ما سبق فالشكر كل الشكر للفاطميين لما تركوه لنا من إرث معمارى وسمت حضارى يميز قاهرتنا عن باقى مدن العالم فقد برعوا وادهشوا من جاء بعدهم بمدينتهم الحصينة (القاهرة) او ما كان يطلق عليه ( المنصورية ،القاهرة، القاهرة المعزية) فلكل مسمى من تلك المسميات حكاية وندرة يمكننا تناولها هنا فى معرض حديثنا عن (القاهرة)..فلنبدأ

    سميت ب(المنصورية) وهذا الاسم الذى أطلقه عليها القائد (جوهر الصقلبى) مخالفا لتسمية قائده (المعز لدين الفاطمى) الذى امره ببناء المدينة ومحاولة منه لكى يتملق قائده بتمسية المدينة على اسم ابيه (المنصور) لكى يحظى ببعض الحظاوة عند (المعزلدين الله) وهذا ما اثار حفيظة (المعز لدين الله) تجاه (جوهر القائد)، اما عن تسميتها ب (القاهرة المعزية) فسميت بهذا لمدة تقارب السنتين بعد إنتقال (المعز لدين الله الفاطمى) لها، اما عن الاسم الاهم والذى بقى محفورا فى وجدان العالم اجمع فهو (القاهرة) فقد أطلقه (المعز لدين الفاطمى) نفسه على المدينة فى معرض حديثه لمشايخ قتامة بعاصمته (المهدية) ب(تونس) وهو يودع حامل لوائه وقائده العسكرى (جوهر الصقلبى) حين قال لمشايخ قتامة: "والله لو خرج جوهر هذا لوحده لينزلن فى خرابة بن طولون ويبنى مدينة تسمى القاهرة تقهر الدنيا".


    فهل حققت القاهرة ما كان يربوا إليه مؤسسوها من قهر للدنيا؟!

    يتبع...
    #قاهريات
    #زين_الدين