الهروب-عابر سبيل
هناك
نعم هناك
توجهت لهذا المكان لكي أعبر عن نفسي
لكي أستعيد ذاكرتي
وأعود إلي حلمي
ولكني أراها مرة أخري
وبمجرد رؤياها
خفق ذلك العملاق الجاثم في صدري
وشاع منه النور
ونبضت نفسي بالأمل والحياة
ولكنها
ليست كما هي
ليست كما هي
ليست كأخر مرة رأيتها
بل كانت منطفئة الأمل والواجدان
نسيت نفسها وإنطفأ بريق الطموح في عينيها
يا إللهي لا استطيع أن أتحمل هذا الشقاء
مجرد لمعة الحزن في عينيها تقتلني
بدلا من المرة ملايين المرات
لا أستطيع
فتهرب عيناي من المواجهة
وأتحاشي النظر إليها
خشية سقوطي في القاع
إنه الهروب بلا شك
ولكن لا محالة
نظراتها اليائسة تقتلني
حاولت أن أقترب ولكن
جاء ذلك النداء الخفي
لا تحاول فأنت تعلم بالمصير
فيلومني ذلك العملاق قائلا
ستقتلني بيديك
ستفقد أعز ما تملك
قلبك
قلبك الذي مازال يحيي علي ذكراها
ليست ذكراها بالمعني التقليدي
ولكنها ذكري هذا الحب الجاثم علي كيانك كله
الذي يذهب بعقلك
وينشر في جسدك القشعريرة والبرودة
ويوقف عقلك عن الوعي بما حوله
الا هي
نعم الا هي
وتلك الأحاسيس الرائعة
فليكن سأخنقك أيها العملاق
إنها نهاية الحب
نهاية الوهم
بداية حياة جديدة
حياة الهروب
فلتكن هروبا من كل شي
وداعا يا قلبي الذي عشقت
ما لا تستطيع الوصول إليها
وعندما حاولت قتلك الوله
بمن كنت تحب
وداعا
وداعا
عابر سبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق