إنهيار
تدور به الدوائر
وتلف به الدنيا
فتأخذه العزلة مرة أخري
فقد ضاع ما بناه
وذهب مبتغاه
وتسود الدنيا في عيناه
كأنها النهاية
بل هي فعلا النهاية
فلم يعد يستجيب لآي نداء
وفجاة تأتي هي
مرة أخري
إنها اليقظة
بل قل إنها الصحوة
قرر في النهاية مواجهة مخاوفه
سيذهب إليها
ويعلمها بأنه يحتاج إليها
سيظهر لها للمرة الأولي
نقطة ضعفه
إنها هي نقطة ضعفه
حبه لها
عشقه لها
هيامه بها
ويتوجه مذعنا
ان يقدم لها فروض الطاعة والولاء
فهي أميرته
وفلذة كبده
جزء لا يتجزأ من كيانه
بل هي روحه
وينتظرها أمام محل عملها
ولكنه يفأجأ
حين يراها
فيتوجس خيفة من ذلك اللقاء
وكأنه احد هؤلاء اللصوص الذين يرقبون الضحية
خفية وخلسة قبل سرقتها
ولكنه في النهاية يقرر
أن تراه ويكلمها
ويرجوها
الرجاء الأخير
ولكن فجاءة يناديها أحد زملائها
فيظهر عليها السعد والسرور
فكأنها لم تفقد شيء بغيابه
وإفتراقهما
فينهار أخيراً
فقد ضاعت الصحوة
وذهبت معها المعشوقة
وأخذت معه أخر ما تبقي منه
روحه وإنسانيته
فكأن عمره الآن هو الآلف عام
وبدأ بيد مهتزة شبه عاجزة
يحكي حكايته
ويقصها وكأنه احد الرواة من القرن الماضي
يمشي في الشوراع وبحوذته الربابة
ترافقه
ويُقص بها اٌقصوصته علي الورق
قائلاً
"
كان يما كان
في سالف العصر والآوان
كان فيه شاب جميل ظريف
يعشق الأحلام
وكانت الأحلام
تلف وتدور به في دوائر
وينتقل من حلم لآخر
دون أن يحقق أي شيء
وكان أهم أحلامه وأكبرها علي الإطلاق
أن يكون لديه من تحبه وتؤازه عند المحنة
ويبدو عليه التأثر بشدة
وهو يسطر تلك الكلمات
والدموع تجري علي وجنتيه
كأنه ذلك الرضيع
الذي فقد الثدي الذي يرضعه اللبن والحنان
ويسقط القلم من بين يديه
مرة تلو الآخري
وبعد العديد من المحاولات الفاشلة
ينجح أخيرا في إلتقاط القلم ليضع
الكلمات الأخيرة
بانه لم يكن يعلم بأن
تلك الأحلام والآمال الوردية
ما كانت الا لمع أل
لايمكن الإمساك بها
وفي النهاية هذا الفتي الوسيم
لم يعد له أي قيمة
إنه
عابر سبيل
تمت
عابر سبيل