يوميات خريج 18 أنا و فوزي
ما ماما قبل
الطريق إلي الأقصر1
اليوم الأول:
بدأ يوم التحضير بنشاط غير عادي من ناحيتي لا
أدري ما هو علي أقل التقدير شيء لم أعهده في نفسي منذ عهد بعيد ولكنها عادة ما
أشعر بها حين أكون مرتبط بعمل عظيم،كنت قد قلبت دولاب الملابس رأسا علي عقب محاولة
مني لإعداد حاجياتي لهذة السفرية التي رغبت بها لسنوات عدة سابقة ولكني لم أعطي أي
إقدام حقيقيى لها.
بدأت التحرك مغادرا ولكن قبل المغادرة وجدت
نفسي أكتب علي صفحتي الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك بالانجليزية ما
معناه بالعربية
"إنها تحدث أخيرا هانا ذا
قادما إليك آمون رع، آتون ، حورس إلي كل ما هو مصري مائة في المائة إلي الدولة الحديثة
حيث طرد أحمس الهكسوس شر طردة،حين حكمت حتشبسوت مصر، وحين بني أمنحاتب الاول
والثاني والثالث إمبراطورية عظيمة،وحين جاء أمنحاتب الرابع(أخناتون) ليتجاهل كل
هذا ويضرب به عرض الحائط ويدعو لعبادة إله واحد مثله المصريين القدماء في قدراته
بقرص الشمس،حين كان رمسيس الثاني أول من قاموا بعمليات غسيل مخ مستغلا كل شيء يحصل
عليه ليجعل من نفسه ليس فقط فرعون يحكم المصريين ولكن آله أبضا..أنا قادم قدام في
الطريق،مازلت أحبو علي الطريق يا اسلافي العظم ولكني أتعلم..."
المنزل في حوالى الرابعة عصرا يوم السادس من
فبراير الجاري متجها إلى ميدان رمسيس أولا ثم من هناك إلى موقف أحمد حلمى متجها
إلى أكتوبر لا أدري أكان توفيقا من الله
أم انه كان مقدرا لى ان يكون كل شيء ميسرا وكأن لا شيء يقف في طريقي على الإطلاق،
كانت السيارة ستنقلب فى وسط الطريق ولكن مشيئة الله وعنايته أنقذتنا من خطرها أكثر
من مرة،ووجدت أيضا فى نفسي قدرة عالية على القراءة لم أعهدها من قبل حيث قرأت 23
صفحة باللغة الانجليزية من أحد الكتب التى
تتحدث عن الأقصر خلال رحلة السيارة من أحمد حلمى إلى السادس من أكتوبر في غير عناء
شديد الا الغفو قليلا ولكن مع ذاكرة عالية لكل ما قرأت وأخيرا
وصلت عند مسجد
الحصري.
وجدت نفسي في أثناء الطريق كمن جذبه النور
اردد لا شعوريا " لا اله الا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين"حتى وصلت
هناك أخيرا لرسالة وصلت متأخرا حوالى ساعة كاملة نظرا لخروجى متأخرا من البيت
وكذلك لزحام الطريق حتى وصول السيارة للطريق الدائري.
فوجئت بحشود غفيرة لم أعهدها من قبل الا
عندما كنت أذهب للفرع الأقرب لقلبي لرسالة "مصر الجديدة"،وبدأت أتلمس
طريقي مع ثقل حملى على كتفي حتى سألت عن مسئولى القوافل ووجدت ما يشبه الاربع
مكاتب او منافذ أمام الدار لتنظيم المتطوعين حسب حافلاتهم،واستلمت تى شيرت النشاط وانتظرت وانتظرت وانتظرت على
الجانب وفى اثناء انتظارى من إرهاقي الشديد توجهت للجلوس على اى جانب ووجدت رجل
عجوز يجلس فجلست بجواره وتناولنا اطراف الحديث لأعرف فى النهاية أنه الجناينى وصار
يشرح لى عن دقائق عمله وخبرته الكبيرة وانا أبدى بعض الاهتمام رغبة منى فى معرفته
وكذلك رغبة فى إكتساب صديق جديد بالاضافة للرغبة المعتادة إضاعة بعض الوقت حتى
يحين وقت الرحيل وبعدها بحوالى العشر دقائق بدأت صلاة المغرب جماعة في وسط المساحة
الفارغة امام الدار ووجدت نفسي اسير مجذوبا تاركا كل متعلقاتي وكأنها لم تعد
تعنيني في شيء علي الإطلاق وأنضم للمصلين وانا أشعر بغصة في حلقي وقبضة تعتصر قلبي
وكأنى لم أتواصل مع الله منذ زمن بعيد إنتهينا من الصلاة وعدت للانتظار مرة أخري
واوشكت الساعة علي السادسة والنصف ثم جاءت صلاة العشاء فصلينا العشاء،ومن بعدها
جاء من عرفت ان اسمه بعدها (أحمد عبدالعزيز) يردد بصياح عالِ ليجذب إنتباهنا له
"السلام عليكم.. السلام عليكم.. السلام عليكم" وكان يبدوا عليه الإرهاق
والتعب الشديد كنت أشعر بالشفقة نحوه حتي انتبه كافة المتواجدين له وبدأ يعطينا
بعض التفاصيل ويشكرنا علي المجيء وطالب من كل مجموعة تنتمي لحافلة ان تقف مع بعضها البعض وأعلن أسماء المسئولين عن كل
حافلة وانه كل حافلة تدعي باسم فهناك مصر ،فلسطين،سوريا،تونس وكان من نصيبي مصر وتجمعنا نحنالمنتمين لحافلة مصر وبدأ المنظم
يظهر وكان هو من عقد مقابلتي واستاذنته بسؤال جانبي عن صديقي الذي أتي بي ولم
يحالفه الحظ في القبول فأخبرني بأن كل شيء قسمة ونصيب وانى كنت أفضل في المقابلة
من صديقي فحزنت كثيرا لذلك وتمنيت كثيرا
ان يرافقني صديقي في هذة المغامرة والتي تعد الأولي في حياتى علي الإطلاق .
بدأ المنظم المسئولي عن حافلتي ويدعى
"إسلام وائل" بعمل مجموعة من الانشطة الاجتماعية والتي اتسمت بالطابع
الكوميدي معنا وذلك بغرض كسر جدران الثلج بين بعضنا لبعض ولاجل تعريف كل منا
بالاخر بوسيلة بسيطة جدا وحتى لا نمل حين نركب الحافلة، وبدا النشاط الاول عبارة
عن كرة يتم تقافزها بين كل عضو وأخر وكل من يمسك الكرة يعرف نفسه ويعرف من كان
قبله جميعا، وكنت الثالث او الرابع سبقني عبدالله عطاالله متخصص العلوم السياسية
ومحمد حسام الصيدلي وعمر أحمد طالب الصف الاول الثانوي.
وكان عبدالله عطاالله هو أكثر من أثار
إهتمامي وقتها إعتقدت أنه سوري من لكنته المحببة للاذن ، ولكنه بعد ان تعارفنا علي
بعضنا البعض فيما بعد عرفت انه فلسطينى يدرس في جامعة أكتوبر في السنة الاخيرة.
وعمر أيضا قد أثار إنتباهي لصغر سنه وكذلك لشدة
حماسه بالاضافة لبعض مهارات القيادة التي تحتاج لبعض التدريب والخبرة لتجعل منه رائد
في اي مجال سيشغله مستقبلا.
كان النشاط الثاني عبارة عن محاولة من الجميع
قول أرقام لم يقولها الاخرين في حلقة من 1 حتي 10 وكلما تكرر الرقم نعيد مرة أخري
وهكذا حاولي 10 مرات وكنت المتسسب عن عمد في الإعادة حوالى اربع مرات لاادري ولكني شعرت بالمتعة الشديدة كل مرة أردد
الرقم خمسة ونبدأ في الإعادة مرة اخري.
النشاط الثالث كان ان يقف كل اثنين امام
بعضهم البعض وينظروا لبعض بتمعن شديد وبعدها بدقائق سيعطوابعضهم البعض ظهورهم
ومغيرين ثلاث أشياء في مظهرهم وعلي كل واحد ان يحدد الثلاث اختلافات في رفيقه
المقابل له، وبالطبع فشلت كعادتي في قوة الملاحظة ونجح رفيقي في تحديد إختلافين
وكان رفيقي هذا فيما بعد هو المسئول عن ما
يسمي بنشاط "إعمار المساجد".
وتعرفت بعد قليل بمحمد خالد أحد الطلاب
الفائقين في الصف الثالث الثانوي والذي يوحي مظهره بأنه أحد الحكماء الذين يحبب
إليك مصاحبتهم برغم صغر سنه،وكذلك محمود طه وهو أمين مخازن كما أوضح والذي إتضح
بعد ذلك أنه أحد خريجي جامعة الازهر،بالاضافة لبعض المتطوعين الآخريم الذين جاء
البعض منهم من الفيوم خصيصا لهذا الحدث الكبير وكما أثار الكثير من حزني وندمي
الشديد عن تخلفي لحضور مثل هذة الاعمال وجود طفل متطوع بسن الحادية عشر من عمره
وكذلك وجود رجل في منتصف الستينات كانوا ممتلائين بالكثير من الحماس والبهجة
والنشاط جعلاني أتمني لو انى كنت مندمج في تلك الاعمال منذ عهد بعيد وتخيلت لو كنت
أنا هذا الطفل وصار كل هذا جزء اساسي من شخصيتى ومكوناتي الاجتماعية،او أنى صرت
بعد عمرا قصر او بعد مثل هذا الكهل أتمني أن أموت وانا أخدم غيري مصدقا
لقوله:"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" سورة الحشر.
البقية قريبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق