شكرا لزيارتك..أتمنى أن تمدنى برأيك عن المدونة سلبيات إيجابيات،الموضوعات المفضلة لديك لنشرها..تساؤلاتك..علي البريد التالى:M.A.Zeineddin@gmail.com

الأحد، فبراير 17، 2013

يوميات خريج 18 أنا وفوزي ح2


يوميات خريج 18 أنا وفوزي ح2

الطريق إلي الأقصر1

                                                                                                                               


                                                                                                                                                                                            أخيرا بدأ توزيعنا علي  الحافلات بعد ان صرنا متخلفين عن برنامجنا الزمني بحوالي 35 دقيقة كاملة،وبدأنا التحرك في صفوف صفين لكل حافلة الواحدة بعد الآخرة وتم وضع الحقائب بكثير من العناية في الحافلات وكنت قد اقتنصت اوراقي وبعض الكتب من حقيبتى لكي أقرأ ولو قليل في الطريق إلي الأقصر وانا علي علم بأن المسافة طويلة جدا 680 كيلومتر من القاهرة للاقصر ولكن الأمر لم يكن يعنيني علي الإطلاق فدائما ما كنت أضع نصب عيني لهذة الرحلة صديقتي الأمريكية (أشلي) ورحلتها لدولة (مالى)لتعيش هناك لمدة 6 أشهر ضمن حملة أعمال خيرية فكنت سالتها عن هذة الرحلة إلي (مالي) لماذا تسافرين بعيدا عن بلدك الاف الاميال  وتبعدين عن الرغد والدعة في الحياة؟ فكانت دائما إجابتها التى رسخت في مخيلتي "لآن هذا أفضل للجنس البشري أفضل لنا جميعا،لكي أشعر بأنى أفضل،فليس من حقي العيش حياة كريمة مرفهة طالما هناك علي وجه الأرض من يعاني ولا يجد قوت يومه"فكنت دائما أقول لنفسي أهي أفضل منى؟!
 من تركت بلادها لمدة ستة أشهر لتعيش في بلد غير مستقرة ووسط قوم يدينون بغير ديانتها سافرت الاف الاميال فقط لتقوم ببعض الأعمال التطوعية وانا أكسل عن السفر لربوع صعيد بلدي ولو حتي لزيارة صغيرة ،كانت تحضرني ذكراها كلما دب السأم في نفسي بانى أضيع الوقت او ان ما أفعله لا يسمن ولا يغني من جوع،كان أكثر ما يملأني بالحماس هذا الصغير الذي رأيته ضمن القافلةوذاك الكهل!
وجدت نفسي في المقعد الأخير قبل مقاعد السيدات والفتيات بالخلف مني مباشرة وبجواري من تعرفت عليه بعد حين (عبدالمجيد)  ومن الناحية الآخري (صبري) وبجواره (محمود طه) عندما وصلت لمقعدي في الحافلة وجدت كتيب إرشادات وبرنامج زمني لكل القافلة من الالف إلي الياء  من اول ما نتحرك من 6 أكتوبر لحد ما نرجع تاني ل 6 أكتوبرفأمتلت ببع الحماس بعد الإطلاع عليه برغم ظني الشديد بانه من الصعب تنفيذ كل ما في هذا البرنامج بدقة لان البداية كانت غير مبشرة بالنسبة لي بخصوص التوقيت فكل شيء متأخر حتي الآن برغم الحماس الشديد من الجميع هنا وهناك ومن حوالى كأن الارض كلها حماس وبسمة لهذة القافلة،وجاتني مكالمة من صديق استمرت لربع ساعة تمنيت لو طالت لاننا لم نتحرك بعد ولآنى لم أكسر أي حاجز لاتعرف علي (عبدالمجيد) او (صبري) انتهت المكالمة وأخيرا بدأت الحافلات بالحركة ووجدت (إسلام وائل ) هو المسئول عن حافلتي وسعدت كثيرا أخيرا حد وشه مألوف أخيرا!!
وبدا في إستخدام الميكروفون الذي إتضح مع إستخدامه له انه ليس له خبرة كبيرة باستخدام الميكروفونات او بمعني اصح عمل خطاب عام وقام بقول دعاء الركوب ورددنا خلفه 
" بسم الله الحمد لله
 سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ )
الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي،إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
وبدأ يتحدث عن إخلاص النية لله واننا في سفرنا هذا جهاد للنفس ومرضاة للرب ومراعاة للعبد وما نحو هذا الحديث،ثم بدأ بجعل كل أفراد الحافلة يعرفون نفسهم  واحدا بعد آخر وإن لم يسمع أحد شخصا نجعله يعيد مرة أخري وهكذا لكي نتألف وكان الجو يشوبه الكثير من المرح والدعابة،ثم طلب من كل واحد منا إجابة سؤال سوف يتم توزيعه علي الجميع في ورقة،وبدات الورقة من خلفي وبعدها جاءت إلي وكان السؤال هو "ما الذي ترجوه من هذة القافلة؟" واجبت علي السؤال وانا لا أضع في نيتي اي شيء علي الإطلاق أجبت بأنى أرجو العدل وتقريبا الإحسان،وان أحصل علي درجة الدكتوراه – بالنسبة لي كانت مجرد اماني لا أدري هل ستتحقق يوما ما ؟!- ولم أضعها في مخيلتى أبدا وجاء (إسلام) ومعه ما يشبه العلبةة الصغيرة او الصندق الذي كنت اراه ثيرا في مسابقات الشمعدان عند سحب الجائزة  ومر علي كل واحد وطلب منه ان يسحب ورقة ويجيب عن السؤال ،وبعد قليل بدا يطلب منا جميعا الواحد بعد الاخر ان يقول ما السؤال الذي جاءه ويجيب السؤال بصوت عال حتي يسمعه الجميع وجاء دوري فكان السؤال الذي حظيت به"اوصف نفسك في كلمة واحدة؟" فكانت إجابتي "إنسان" لا أدري هل أجبتها بمحض السخرية ام اني اجبت بمنطلق السؤال مجرد كلمة واحدة كانت اتمني لو أستطيع القول لآ أدري من أكون ولكني أتمني ان أكون....
كانت الحافلة رائعة قليلا ما يعم السكون حتي تأتي العاصفة ونبدا بالهرج والمرج مرة أخري بشكل مرح
فقرر ( إسلام) بإجماع من الجميع بأن من سيتكلم في غير موضعه او يسخر من زميله او "يقلش" فسيدفع مبلغ من المال ووجدت معه(محمد رمضان) حسبما أذكر متحمس جدا لجمع المال ما ان نحدد شخص للدفع حتي يسير نحوه في خطوات هي أقرب للعدو لجمع المال كانت هذة المواقف مسار للضحك والإبتهاج بيننا جميعا وكان اول الدافعين (عمر) وذلك بموافقة الجميع من الممكن لاننا سأمنا من تصرفاته الطفولية بعض الشيء او حمايه الزائد عن الحد ولكن الجميع كان يضحك كثيرا جدا حين دفع (عمر).
أخيرا وصلنا لطريق الدائري بالقرب من المعادي ومن بعدها دخلنا علي منطقة القطامية  كل هذا في ثلاث ساعات وصلنا في حدود العاشرة او الحادية عشر كنت ممتلىء بالتساؤلات والتعجب من 6 أكتوبر إلي المعادي في حوالي 3 ساعات مع إن الطريق كان فاضي...
الاستراحة الأولي الزعفرانة
من الثانية عشر حتي الواحدة الا عشر دقائق صباحا
كانت في مكان لا اذكر اسمه استراحة وسط الصحراء في الزعفرانة ومجهزة جيدا باسعار مبالغ فيها ،كان الغرض الاساسي منها عمل مجموعة من الاختبارات لإختيار قائد لكل مجموعة بالانتخاب بل وتعرف المجموعة علي بعضها البعض كنا مجموعة مكونة من ثمانية أفراد مختلفة الأعمار والاهواء والانتماءات
أكبرنا سنا أعتقد في الثلاثينيات وأصغرنا في الثالثة عشر من عمره كنا حسب ترتيب الأعمار
صالح ،وطه،وزين،وعبدالمجيد،وخالد،وصبري،وأحمد،ومصطفي بالمناسبة اخر اسمين أخين
صالح ضمن جميعة تدعي بالنور في الفيوم
طه موظف بسيط خريج كلية اصول الدين
زين العبد الفقير لله
عبدالمجيد 2 تجارة الازهر
خالد 3 ثانوي
صبري 2 ثانوي او حسب ما كان ب (يقلش ) عليا 7 صيدلة
أحمد 3 إعدادي
مصطفي اولي إعدادي
كانت مهمتنا إختيار حسب الخطاب المشفر الذي إستلمناه ان نرسم شعار للفريق واسم للفريق وقائد الفريق
وكم إستغربت من ان الخطاب مشفر ولكن الفكرة راقت لي بعض الشيء فكانت جيدة لإضاعة بعض الوقت وشغل اذهان المتطوعين عن السؤال عن اشياء كثيرة منها اين نحن؟متي نصل؟هننام فين؟
انتخبنا (طه) بالتصويت المباشر كل فرد كتب اسم من يريده قائدا في ورقة ووضعنا كل اوراقنا مطوية علي المائدة وقمت انا بفتح كل ورقة وقرأتها امامهم بصوت عال فكان 5 اصوات ل (طه) وصوت لي وصوت ل (عبدالمجيد) وصوت(لصالح) حسبما أذكر كان الفريق يدعى الاتحاد  وشعاره قوة  ورمز الشعار مجموعة من الايدي مبسوطة فوق بعضها البعض حالما انتهينا من كل هذا كان الوقت قد حان لتحرك الحافلات.
بعد أن بدات الحافلات كانت السماء أروع ما تكون على الإطلاق كنت كلما نظرت لها   اري بضع مئات من النجوم وليس بضع عشرات من النجوم كالقاهرة والجيزة،إن اردت وصف هذا الحشد المكون من اربع حافلات وسط هذا الظلام الشديد الذي يضيئه بضع مئات من النجوم  سأقول أصغره في السابعة او الخامسة من عمره وأكبره منتصف الستينات، الجميع مبتسم خلوق،تشعر وسطهم بصفاء النية ونقاء السرية .
الإستراحة الثانية بدأت حوالى السادسة الا عشر دقائق كنا نتلمس ضوء النهار  مع قليل من البرد القارص مع نقاء وصفاء الهواء نادرا ما كنت اري هذا الجو الصافيالبديع  في القاهرة،لا أدري فعلا إن كنت أحببت هذا الجو ام لا؟
ولكنى أفضله كثيرا عن جو القاهرة،طوال كل هذا الوقت لم يأتى لمخيلتى سوى  بضعة ظلال لأشخاص مروا بحياتى كنت فى أغلب الاحوال معهم علي الجانب  الآخر من القمر
ذلك الجانب الذي تكره كثيرا رؤياه ق\في اي شخص.حتى الآن أتهرب من إلتقاط الصو لي بكافة السبل لا ادري لماذا؟!
الجزء الاخير من نحو الأقصر في الحلقة القادمة
دمتم بود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق