شكرا لزيارتك..أتمنى أن تمدنى برأيك عن المدونة سلبيات إيجابيات،الموضوعات المفضلة لديك لنشرها..تساؤلاتك..علي البريد التالى:M.A.Zeineddin@gmail.com

الاثنين، مايو 13، 2013

الأطلال





الأطلال
 بقلم:محمد أحمد زين الدين


اليوم بدأت يومي المعتاد بالرياضة المصرية الصباحية المعتادة والتي أمارسها ثلاث او اربع  مرات اسبوعيا الا وهي شراء الخبز- ما نطلق عليه نحن المصريون العيش- وكالعادة خلال هذة الرياضة التي تتسم بالتزاحم ساعة والتراحم ساعة اخري،ولا تخلو أبدا من الكلام وكطبع بشري أصيل لا يخلو أي تجمع بشري ايا كان وأينما كان من التواصل والحديث،اما عن الحديث والكلام اليوم فكان عن الأخلاق وكان يدير الحديث بطلانا واللذان يتمرنان في ملعبى العقد الخامس والعقد السادس من العمر جلست بالقرب منهما وانا أري الجمع المشهود من الفتيان الصغار والإطفائي الذي وقف يرمقهما في صمت،لنحو الربع ساعة او ما يزيد ظللت صامتا أتابع الحديث لأفهم فحواه ومجراه ثم آنت اللحظة التى ارتقبتها  وإنتظرتها حين وجدت كلا الكهلان بدأ ينتقدا حال المجتمع ويتهما جيل الشباب والمجتمع برمته بالفساد والضياع ويتباكيان علي فترة الستينات  وجمال فترة الستينات وما بها من طيبة وشهامة ونبل أخلاق وصبر في المجتمع،وان ابائهم كانوا يتباكون بالمثل علي فترة الملك فاروق وهكذا كلما بعد الزمن كان أفضل بالنسبة لهم وكان الناس أكثر نبلا وبراءة ولم يدنسهما المجون الذي نعيشه الآن،وان الوقت الحالى وقت فساد وانهما لا يستطيعان إصلاح المجتمع فإستسمحتهما وبادرت لو أنكم –مع حفظ الالقاب- فعليكما بالبدء بالنفس وإستشهدت بالآية القرآنية الكريمة "لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" وعنها وانفجروا في بأن المجتمع كله فاسد وكيف أقول لهم بأنه يجب أن يبدأٌ بأنفسهم إن أرادوا إصلاحا فمثلت بهذا بأنهم يجلسون علي سيارة لا تخصهم بالمرة ولا تمت لهم بصلة وهم بذلك يخربون المساعدان –بالعامية المصرية المساعدين- فنظرا لي شذرا كيف أقول هذا لهم وهم كبار في السن فأجبت مع إحترامي لهم الا أنى والإطفائي الذي يقف لم نفعل هذا – كنت جالسا علي الرصيف في حين كان الإطفائي يقف بجوارهما- ودار الحديث ودخلنا في جدال عن المجتمع والأخلاق وان المجتمع يتجه نحو الإنحدار وكل منا أدلى بدلوه وكان أحد الكهلان يتصيد أى خطأ يراه أمامه ليدلل علي فساد المجتمع وخرابه ويأتي دوري بالرد بأن المجتمع سينصلح حاله وان الكثيرين لم يجدوا من يعلمهم "س" او "ص" من العلوم لكي يفلحوا فلا يجب لومهم علي جهلهم بل اللوم يلقي بالتبعية علي المتسبب في جهلهم وفسادهم،وظل الحوار علي هذا الإطار كجدلية لم تنتج شيء سوي إضاعة وقت الإنتظار في بعض الهراء الذي لأول مرة أشارك فيه وابدا تغيير وجهات نظر ولو حتي كانت وجهة نظرى نحو المجتمع.

كل ما سبق كان مقدمة للتالي الا وهو الأطلال التي نعيشها،دأبنا علي العيش في وهم كبير جدا الا وهو أننا مصريون أحفاد الفراعنة او أننا مسلمون ويجب أن نعيد الخلافة،بل وتغنت الكثير من أفلامنا الهزلية التي تشمل التاريخية –التي تطمس الاحداث التاريخية في كثير من الاحيان- وأغانينا الوطنية التي تشحذ النفس وتحمسها نحو قيم الإنتماء،بل و حتي لن أكذب إن قلت الوحدة الوطنية ويحيا الهلال مع الصليب وكل هذا الهراء الذي اراه تليفزيونيا فقط.

نعم هراء خلال العقود الماضية منذ ثورة 52 وحتي الان كل ما يحدث كان عبارة عن دعم لقيم الإنتماء كلاميا فقط لم أري له وجود علي أرض الواقع الا خلال الحروب التي حدث ودخلناها فكان الجميع يدا واحدة وكنا جميعا ننتمي لكيان واحد وتشحذنا الاغاني والمنظومة بالكامل نحوه الا وهو مصر وان نعمل من أجل مصر.
ولكن هل كان كل هذا يكفي؟!


 لا لم يكن يكفي مطلقا فليس هناك إنتماء عملي تم دعمه هنا علي الإطلاق مجرد هتافات وكلام أجوف نحفظه عن ظهر قلب ونردده دون إيمان حقيقي به،فعلي سبيل المثال لا الحصر:
"أحنا أحفاد الفراعنة"هل تعلم من هم الفراعنة هل هناك في مقرراتنا التاريخية ما يؤصل لهذة الفرضية؟! هل هناك في مناهجنا ما يعرف بما فعله الفراعنة في سبيل مصر ورفعة شأن مصر؟هل هناك تعريف بالتاريخ المصري القديم لتأصيل الإنتماء لحقبة الفراعنة –لا يوجد ما يسمي بحقبة الفراعنة يسمي بالتاريخ المصري القديم ،والفرعون لقب يطلق علي حاكم البلاد وتعني الكلمة بالمصرية القديمة بيت الرب، او حافظ الرب -.

"يحيا الهلال مع الصليب" لم ارى تطبيق فعلي لهذا في مناهجنا الدراسية ابدا بل رأيته في حياتى العملية حين يتصل بنا في كل مناسبة عم نظير والمهندس حنا ليعيدوا علينا او يعزونا واراهم كتفا إلي كتف مع والدى وبالمثل كان يفعل والدى حين يستدعيني أبي لأحضر له دفتر الهاتف ويقول باللفظ"هات التليفون نسلم علي عمك نظير نشوف أيه اخباره؟/ولا هات أتصل بالباشمهندس حنا اطمن عليه عشان بعافية حبتين؟"كل ما اراه في برامجنا عبارة عن أغاني هابطة تتناول هذا الموضوع بسذاجة ما بعدها سذاجة.

باقي الأطلال الإعتقاد بالحق المطلق وهو ما يمتاز به الكثير من الكبار ما فوق العقد الخامس،والمشكلة الكبري أنهم لا يريدون الإعتراف بالخطأ أبدا حين يحيدوا عن جادة الطريق ويتهمون جيلي بأننا كالانعام لا نفقه شيء من الحياة ولا خبراتها التي خبروها والتي لم أر منها الكثير هذة الخبرة السحرية حين كل شيء يتم في وقته ؟!


أهو ذنب جيلي أنكم عشتم في وقت أفضل من وقتنا وتوافرت لكم بعض من الاشياء التي لم تتوافر لنا؟أهو ذنب جيلي أننا تنتقل بيننا المعرفة والعلوم وتتطور بمعدل 200 سنة في كل خمس سنوات؟أذنب جيلي أنكم ربيتمونا علي شعارات جوفاء لم تكونوا انتم مؤمنين بها وكنتم فقط مرددين لها؟أذنب جيلي أن العمل بالنسبة لكم كان عبارة عن تقضية واجب بالمعني العامي للكلمة؟أذنب جيلي أن الكثير منكم لم يعامل ربه معاملة الإحسان؟

هناك 4 تعليقات:

  1. عمل جدير بالقراءة..تأملات خاصة بواقع الحياة المصرية بتطلعاتها وتناقضتها

    ردحذف
  2. أذنب جيلي أنكم ربيتمونا علي شعارات جوفاء لم تكونوا انتم مؤمنين بها وكنتم فقط مرددين لها؟أذنب جيلي أن العمل بالنسبة لكم كان عبارة عن تقضية واجب بالمعني العامي للكلمة؟أذنب جيلي أن الكثير منكم لم يعامل ربه معاملة الإحسان؟
    رائع (y)

    ردحذف
  3. حلو جدا , استمر يا صديقي :)

    ردحذف