حقيقة أم لمع آل
بقلم:محمد
أحمد زين الدين
لا أعلم أهي حقيقة أم مجرد لمع آل
اراها من بعيد جدا تأتي بخطوات متبخترة مثل القطة في مشيتها يملؤها الدلال
والثقة بنفسها بأنها حصلت علي صيدا ثمينا ولن يفلت من يدها،بجسدها الفينوسي ذو
اللون المرمري الاشهب وكأنها إحدي بطلات
المسلسلات الهزلية التي يسيل لها لعاب كل من تمر عليه رغبة في الحصول عليها،تقترب
أكثر بعينها التي لا تستطيع تمييز لونها أهي حقا بنية أم زرقاء،أحاول ان اتيقن اهي
فعلا القادمة نحوى ام انها حرارة وقيظ أغسطس واني قد تعرضت لإحدي لسعات الشمس واري
اشكالا وتهيؤات من زمن فات وفي ذات الوقت ليس لدي اي رغبة في التحقق أكثر أن تكون
حقيقة وليست خيال.
تقترب أكثر وأكثر وأكثر فيتحول الشك لدي لحقيقة لا يشق لها غبار بأنها
حقيقية ليست بسراب أبداً تأتي مرتسم علي شفتيها تلك الإبتسامة الساخرة اللعينة
التي فارقتني بها أخر مرة محطمة لكل حياتي لمدة سنتين كان من المفترض ان تكون من
احلي أيام حياتي،ودنت مني أكثر لدرجة لم يعد يفصلني عنها سوي ثلاثة أمتار كانت الاطول
في حياتي كلها فكانت تدنو أكثر وهي تضع عيني نصب عينيها ولم أعد أملك المقاومة
وغبت في بحر عينيها وغلب اشتياقي الشديد لها علي غضبي ونقمتي الشديدة عليها
تهت وغرقت في عينيها ولم يعد هناك
اي مفر من تبادل السلام والتحية فوجئت بنفسي علي غير العادة تملقتني كرامتي بدرجة
كبيرة جدا فبادلتها الابتسامة الساخرة أخيرا وصرت اشي بوجهي بعيدا عنها حتي لا
أضعف وأقع تحت قيود عينیها وعشقها،وهبت نسمة هواء أتية فمكنتنى من ان اشتم رائحة عطرها النفاذة
التي زكمت أنفي من قوتها،كعادتها دائما تجعل الناظر لها يعتقد بانها نحتت من
المرمر واغتسلت باللبن والعسل وتعطرت باحد عطور الجنة فهي قطعة فريدة في جمالها
الآخاذ تخلب الالباب ولكني لن أقع تحت تأثيرها ابدا هذة المرة فلا يلدغ المؤمن من
جحر مرتين،ونظرت لها هذة المرة بوجه بارد لا يوحي باي شيء من ما يدور تحت جلدي من
نيران مستعرة تكاد تحرقني تماما واطلت لها النظر متفحصا ومتسائلا عن ما تريد ولم
تمر بضع لحظات حتي وجدتها تتحرك ناحية عيني وتضع يديها علي وجهى لتجعلني انظر
مباشرة في عينيها وبمجرد ان لامست يدها وجنتي ابعدتها عنى بهدوء رامقا ايها بنظرة
نارية فما كان منها الا ان حاولت الاقتراب منى أكثر فتراجعت ووضعت يدي حائلا بينى
وبينها ولم تتغير معالم وجهى مع انى كنت اموت شوقا لضمها بين أحضانى ولكن كرامتي
ابت علي ان افعل ذلك حفاظا على ماء وجهى
وفوجئت بعينيها مغرورقتين بالدموع وتوقعت بانها دموع تماسيح وانها اتت راغبة
في شيء ما وفجاءة صرخت واجهشت بالبكاء بصوت عال فلم أجد نفسي الا فاتحا ذراعي
وباسطا يدى لها واثناء ذلك اجد نفسي فجاءة اسقط فى بئر عميق جدا ليس لها قاع واسقط
واسقط بلا توقف
لاصرخ مرة واحدة واجد نفسي غارقا في عرقى ممددا فوق سريرى لم أغادرغرفتى
فايقنت بانه ذلك المنبه الذاتى اللعين الذي يوقظنى حين يكون لدى موعد مهم والقيت
نظرة متكاسلة لهاتفي المحمول المتهالك القديم أتأمل في الساعة ولدي رغبة أكيدة بالعودة
للنوم مرة أخري بعد إلغاء المنبه نهائيا محاولة يأسة منى للعودة لذلك الحلم لمعرفة
نهايته ولكن هيهأت أن ينال المرء ما يبغاه أبداً فجلست على طرف سريري أتأمل فى
غرفتى الشبه منظمة ذات السقف المتهالك الايل للسقوط ورائحة الارز باللبن التى تأتى
من معمل الجيران لصناعة الالبان واسرح محاولا ان اتذكر تفاصيل الحلم مرة أخرى
والتي ما تلبث ان تتبدد في سماء عقلي الملبد بأحمال يوم ثقيل والتي جعلتني أتذكر
فقط ان في الحلم فتاة رائعة الجمال وأنى كنت أعاملها بخشونة زائدة فقط لا غير وقلت
لنفسي ساخرا يا لك من أحمق لو أنك عاملتها
علي نحو جيد لأكتمل الحلم وانتهي بنهاية سعيدة يدق لها قلبك مرة أخري..
ونفضت عن عقلي غبار هذا الحلم رافضا تضييع المزيد من الوقت لثقتي الشديدة
بأنى لدي مواعيد مهمة جدا كنت قد رتبت لها منذ نحو ثلاثة أسابيع،...يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق