هكذا تبعثرت روحى مثل تلك الاجنحة الطائرة بين جنبات صحنك المفتوح
اياه الحاكم بامر الله
أتذكر جيدا حين عدت لأرض الوطن بعد غيبة
اعتقدت انها ذهاب بلا عودة
كتلك الاختام التى كان يضعها نظام ناصر على جوازت سفر اليهود المصريين فى الخمسينات والستينات من القرن المنصرم
اعتقدت انى ذاهب وميت لا محالة على ارض غريبة
وحين وصلت هناك بدأت ابحث بعينى كما بحث اجدادى واسلافى
عن مكان الابدية
عن قبر النهاية ولكنى صدمت نوعا ما
لانه لم يكن على تلك ارض مدافن لمن يعتنق ديانتى على تلك الارض الغريبة
وقرأت عن تلك المجموعة التى كانت تطالب بلدية بوخارست بالسماح بعمل جبانة للمسلمين
ولكن الامر لم يكن على مستوى الاهمية القصوى كما حدث مع اجدادى واسلافى
عدت وانا ابحث عن نفسى مرة آخرى
لاجد نفسى عدت لارض غريبة ليست كما تركتها ابدا
جرجرتنى اقدامى لقصبة القاهرة
وجلست هناك احاول عبثا ان اشبع مما فقدت على مدى الستة اشهر على الاراضى الرومانية
ولكنى لم اشعر ابدا بانها كما كانت سابقا
كل شيء تغير
او اننى انا من تغير
فالاحجار كما هى
ولكن ما كان يجول بصدرى تحول لاشياء اخرى
تحول لتأمل
وصرت كمن تاهوا فى صحراء سيناء لاربعين عاما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق