أعراض المرض
يعتمد تشخيص مرض السكر علي بعض الأعراض الأكلينيكية وظهور السكر في البول"وذلك في حالة إرتفاع نسبة السكر في الدم عن180ملليجراما"بالإضافة إلي إرتفاع نسبة السكر في الدم عن المعدل الطبيعي لها..وفي هذا الصدد نذكر أن معدل المتوي الطبيعي للكر في الدم يتراوح ما بين" 70-120ملليجراما"في كل مائة سم من الدم والشخص صائم..ويتراوح ما بين (110-140ملليجراما)في كل مائة م من الدم بعد الأكل بساعتين..ولكن بالنسبة لكبار السن فوق الستين فإن النسبة الطبيعية تتراوح ما بين "140-160ملليجراما"بعد الأكل.
ومن المعلوم إختلاف أعراض المرض بين مريض وآخر وخاصة كبار السن من المرضي فوق سن الأربعين..وينقسم مرض السكر إلي نوعين:-
1)النوع الأول: هو المرض الذي يصيب الأطفال وصغار السن حيث يعتمد علي هرمون الآنسولين في العلاج وذلك بسبب عدم إفراز البنكرياس لهذا الهرمون.
2)النوع الثاني: هو المرض الذي يصيب كبار السن وفي هذة الحالة فإن البنكرياس مازال قادراً علي إفراز هرمون الآنسولين ولكن بكميات قليلة لاتفي بإحتياجات الجسم..وهذا يحدث لعدة أسباب وراثية أو في حالات الأوزان الزائدة..وفي أحيانم أخري تكون الإصابة بسبب مقاومة الجسم للآنسولين.
وهناك بعض المرضي من صغار السن يصابون بسكر الكبار والعكس صحيح حيث نجد مريضاً عمره فوق الأربعين ويحتاج في علاجه إلي الآنسولين.
وفي حالة صغار السن فإن المرضي منهم بالسكر يشكون من الجوع والعطش وكثرة التبول والإحساس الدائم بالإجهاد مع النقص في الوزن وقد يشكون المرضي أيضاً من أعراض نقص السكر في الدم والتي تشمل الدوخة والخفقان والعرق وإزدياد القابلية تجاه المواد السكرية والحلويات.. وفي بعض المرضي من الصغار قد يحدث تبول لا إرادي كما يحدث إنقطاع للطمث في المرضي من الآناث..
ولكن في حالة المرضي الكبار السن فإن المريض قد لايشكو من أية أعراض أكلينيكية من السابق ذكرها..وإذا ظهرت بعض هذة الأعراض فإنها في الغالب ما تكون بسيطة يشكو المرضي كبار السن بالضيق والزهق ومن الشعور بالإجهاد أو جفاف الفم ولزوجة اللعاب أو تنميل في الأطراف أو بتقلص في العضلات وخاصة الساقين وأيضا من الزغللة وعدم القدرة علي التركيز بالإضافة إلي الإمساك وجفاف الجلد ويشكو المرضي من النساء من الحكة المستمرة أو عدم إنتظام الدورة أو الإجهاض المتكرر.
ومن المفيد هنا أن نذكر بان شعور أي إنسان بالأعراض الأكلينيمية السابق ذكرها أو بعضها يحتم عليه ان يسارع إلي الطبيب لأخذ المشورة والذي يطلب منه عادة إجراء بعض التحاليل المعملية مثل الكشف عن وجود السكر في البول وذلك لآن الكلي الطبيعية لاسمح للجلوكوز بأن يفرز من البول الإ بعد أن يزيد مستوي السكر في الدم عن180ملليجرام في كل مائة سم مكعب من الدم وهي اعلي ما تصل إليه نسبة السكر في الدم عند الشخص السليم..ومع ذلك فبعض الأصحاء تسمح كليتهم بإفراز السكر في البول بالرغم من أن مستواه في الدم أقل بكثير من 180ملليجراما لكل سم مكعب من الدم.
كما أن هناك كثيراً من السيدات الحوامل لديهن هذة الظاهرة والفيصل النهائي في إثبات وجود مرض السكر من عدمه هو تحليل الدم قبل وبعد إعطاء جرعة من الجلوكوز..فالشخص السليم يبدأ بمستوي سكر في الدم طبيعي ثم يعلو إلي أقل من الحد الطبيعي الأعلي للشخص السليم ثم يرجع لمستواه الأول في مدي ساعتين..أما مريض السكر فيبدأ بمستوي أعلي من الطبيعي ثم يرتفع أعلي من الحد الطبيعي ثم لا يرجع لمستواه الأول علي مدي ساعتين.
إذا ثبت إصابة الإنسان بمرض السكر نتيجة لإجرائه التحاليل السابقة ومع التأكد من التشخيص السليم للمرض فإنه يجب عليه الإلتزام بكل جدية بثلاثية العلاج الشامل والتي تشمل الغذاء الصحي والمتوازن والعلاج المناسب لحالته سواء بالأقراص أو الآنسولين بالإضافة إلي النشاط البدني وفقاً لكل مريض وذلك تجنباً للمضاعفات الخطيرة لهذا المرض والتي سوف ياتي ذكرها فيما بعد.
ونضيف في النهاية بأن مرض السكر ليس له أعراض واحدة أو علاج واحد..ولكن في واقع الأمر فإن له عدة أشكال وأنواع وبالتالي يختلف التشخيص وأيضاً العلاج من مريض لآخر.
علاج مرض السكر
من الثابت علمياً أن علاج مرض السكر يعتمد علي ثلاثة عناصر هي النظام الغذائي والنشاط البدني وكذلك العلاج المناسب وذلك بهدف منع حدوث مضاعافات سواء الحاد منها أو التي قد تظهر علي المدي البعيد وذلك بضبط نبة الكر في الدم.
وفي البداية نقول ان النظام الغذائي والنشاط البدني هما أسا العلاج لكل مريض بالسكر وذلك لكل نوع ودرجة مرض السكر..أما إستعمال الدواء سواء كان علي هيئة أقراص أو هرمون الآنسولين والذي يؤدي إلي النقص الجزئي للآنسولين مثل سكر الكبار أو المرض الناتج عن النقص الكلي للآنسولين وهي حالة سكر الصغار.
ولنبدأ بالعنصر الأول وهو النظام الغذائي حيث يجب أن يكون الغذاء متوازناً ويشتمل علي كافة العناصر الغذائية اللازمة لبناء الجسم من بروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية وألياف..وكذلك يجب الإقلال من بعض أنواع الأغذية وخاصة السكرية والنشوية والدهنية.
ومن المفيد أن نذكر أن الغذاء لايؤدي إلي الإصابة بمرض السكر عند الأصحاء والحقيقة أن الإسراف في تناول المواد السكرية والنشوية والدهنيو عند الأشخاص من ذوي الإستعداد الوراثي للإصابة بمرض السكر قد يسرع لحدوث الإصابة وذلك بسبب زيادة إرهاق غدة البنكرياس بإفراز هرمون الآنسولين اللازم لحرق هذة المواد وتحميله فوق طاقته..ونضيف كذلك أنه وجد ومن خلال العديد من الإحصائيات الطبية أن نسبة حدوث مرض السكر بين الأشخاص ذوي الاوزان الزائدة عن المعدل الطبيعي لأكثر منها بين الأشخاص من ذوي الأوزان المثالية أو الأشخاص الذين يميلون إلي النحافة..وفي هذا الصدد نذكر كذلك الأسباب الرئيسية للزيادة في الوزن هو نظام الغذاء الغير متوازن والذي يحتوي علي كميات كبيرة من المواد السكرية والنشوية والدهنية ومع قلة النشاط البدني وأيضاً الإستعداد الوراثي بالإضافة كذلك إلي الحالة النفسية للإنسان البدين وإختلال عمل الغدد الصماء.
كذلك فيجب أن يكون النظام الغذائي المريض السكر مناسب ونوع المهنة التي يمارسها بالإضافة إلي اسلوب حياته..ومن المهم أن يحرص مريض السكر علي الوزن المثالي لهوفقاً لعمره وطوله وجنسه وذلك بإتباع نظام غذائي معين.
وينصح الأطباء مرضي السكر بالتخفيف من الوجبات الغذائي الرئيسية وهي الإفطار والغداء والعشاء مع تناول وجبات خفيفة صغيرة بينها.
ونأتي للعنصر الثاني في علاج المريض ويشمل النشاط البدني المنتظم وهذا يساعد كثيرا في السيطرة علي المرض.
العنصر الثالث وهو العلاج الماسب لكل مريض وذلك وفقا لنوع مرضه وعمره والعلاج يشمل الأقراص أو هرمون الآنسولين>
والآنسولين هو هرمون طبيعي حيث يتكون من أحماض أمينية ويفرز بواسطة خلايا لانجر هانز في البنكرياس وذلك للعمل علي إحراق سكر الجلوكوز في أنسجة وخلايا الجسم مع تحويل الزائد منه إلي دهون بالإضافة إلي دورة عملية البناء بإستعمال المواد البروتينية..ويتم إستخلاص الآنسولين من بنكرياس بعض الحيوانات مثل الخنزير..وأيضا نذكر توصل العلماء إلي تصنيعأنواع من الآنسولين لا تختلف في تركيبها الكيميئي عن الآنسولين الادمي..وهذة الأنواع من الآنسولين تمتاز بالنقاء والخلو من الشوائب بالإضافة إلي قلة ظهور الأعراض الجانبية بعد إستعمالها..ومن المفيد أن نذكر أنه يوجد عدة أنواع من الآنسولين المستعمل في العلاج حيث يتخلف وفقاً لبدء ومدة مفعوله داخل جسم المريض بعد الحقن..كذلك فإن الطبيب المعالج هو الذي يحدد نوع الآنسولين والجرعة المناسبة لكل مريض.
وهرمون الآنسولين هوالدواء الاساسي وخاصة في سكر صغار السن وذلك بسبب النقص الكلي لإفراز هذا الهرمون من البنكرياس وكذلك فإن الآنسولين ضروري أيضاً في أحوال كثيرة من مرض السكر من النوع الذي يصيب الكبار وذلك عندما يكون الوزن طبيعياً أو عندما يصبح طبيعيا والعقاقير التي يتناولها المريض بالسكر عن طريق الفم غير كافية للتحكم الجيد في نسبة السكر في الدم.
ومن المفيد أن نذكر هنا أن هرمون الآنسولين لا يمكن إستعماله عن طريق الفم حيث يبطل مفعوله بالعصارات الهضمية بانواعها وبالتالي فإنه يعطي للمريض عادة عن طريق الحقن سواء تحت الجلد أو في العضل.
وأخيراً نذكر أنه في حالة المرضي من كبار السن فإن العلاج يتم بتنظيم الغذاء فقط.
وفي أحيان أخري يتم العلاج بإتباع النظام الغذائي مع تخلص المريض من الوزن الزائد ولكن في بعض المرضي لاتتحسن أعراض المرض حيث يشمل العلاج عادة إستعمال الأقراص المناسبة لكل مريض..وهذة الأقراص نوعان..
النوع الأول:ـيشمل مجموعة السلفونيل يوريا وهي من مشتقات السلفا والتي تساعد البنكرياس علي إفراز هرمون الآنسولين..
النوع الثاني:ـيشمل مجموعة البايجوانيد والتي تساعد علي تخفيض نسبة السكر في الدم.
ويجب الإحتراس عند إستعمال هذة الأقراص حيث يجب تناول الجرعة المناسبة لكل مريض حيث يؤدي زيادة الجرعة إلي نقص السكر في الدم وما ينتج عنه من مشاكل صحية للمريض.
ومن المفيد أن نذكر أن هذة الأقراص لا تعمل بطريقة كاملة كالتي يعمل بها هرمون الآنسولين داخل الجسم حيث تستخدم عادة في حالة مرضي السكر من كبار السن الذين لم يزل البنكرياس لديهم قادرا علي إفراز كمية معينة من هرمون الآنسولين..وإذا وجد الطبيب المعالج عدم قدرة هذة الأقراص علي السيطرة المناسبة علي المرض في هؤلاء المرضي من الكبار فإنها تستبدل بالآنسولين.
وفي النهاية فيجب علي كل مريض بالسكر متابعة حالته مع طبيبه المعالج بصفة مستمرة..وأن يلتزم كل مريض بالتحكم في نسبة السكر في دمه وذلك تلقائياً لحدوث أي مضاعفات سواء مبكرة أو متأخرة طوال حياته.
ويتم متابعة المرض بإجراء التحاليل اللازمة للسكر سواء في الدم أو في البول ومن المفيد هنا أن نذكر أنه علي كل مريض بالسكر متابعة الحالة الصحية العامة له وإجراء الكشف الدوري للعين والقلب والأوعية الدموية وكذلك الأسنان بالإضافة إلي تحليل الدم لقياس نسبة الكوليسترول سواء منخفض أو مرتفع الكثافة والجلسريدات الثلاثية وأيضاً قياس نسبة الكرياتينين في الدم لتقييم حالة الكلي والمسالك البولية.
المصدر:مجلة العلم عدد 389 شهر فبراير 2009م
ص26-27-28-29
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق